بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصّة لا يُعرفُ صاحبها .. لكنها انتشرت مع القصيدة
عند العرب لما تحمله من معاني الشهامة والعزّة .. وقد أعدتُ صياغة القصّة وارتأيتُ
أن أطلق على صاحبها اسم " شهم " حتّى يسهُل سردها ومفهومها.
في البادية ... " شهم" شابٌ وحيدٌ لأمه أراد
أن يتزوج وأخبر أمّه بذلك وقد كان ذلك جلٌّ ما تتمنّى هي، فسألته عمّن يُريد ... فقال
لها أنّه يُريد فلانة بنت فلان ، وهي مطلّقة من رجلٍ آخر ولها أبناءٌ منه. وهو يُحبّها
بكل جوارحه .
وبالفعل بعثوا مرسالاً لها ... فقالت : أنا موافقه لكن
بشرط ؛ أن يخرج " شهم " أمّه من عنده وأن لا تعيشَ معهم ، قال المرسال :
ما على الرسول إلّا البلاغ ثمّ عاد لشهم وقال له ما سمع .
قال شهم
: أهكذا قالت ؟ .
قال المرسال : هذا ما قد أتاك .
قال شهم للمرسال : اجلس واحفظ ما تسمع ثمّ عُد بهِ لها ....
فقال :
اليوم مسلـــــوب الحشا مرسلٍ لي
. . . . . . . . مرسل كلامٍ تسبب بفرقـــــــاه
يريد يبعد منزلي عن هلن لي . . . ..... . . إفراق الحنونه يا خلق كيف انا ارضاه
أمي مالهـا عن شمسي وظلي . . . .
. ظل الغضي وان دور الظل يلقـــــــــــاه
أمي سنتين وهو ديدها سقوةٍ لي .
. ... . . واركب على المتن واصيح يمَّـــــــــاه
أمي اليا شافت زولي تهلـــي . .
... . . أما الغضي وان شاف زولـــــــــي تحلاه
وان كان ما عندك يا الحبيَّب تغلي
. . . . . لا لا تقلَع يالمرسال انت ويـــــــــاه
ياماخذ اللي تبعدك عن جواريك . . ...... . . وان طعتها بالشور جارت على اخاك
بنت الحموله على الجفا ما تخليك
. . . . . وتصبر على ظيم الليالـــــي وبلواك
بعد أن عاد المرسال برسالته للمرأة ... فرحت وأمرتهُ
أن يعود ويخبر شهم بموافقتها ..
فتزوّجوا وبعد بضع سنوات وفي أحد الليالي جلس شهمُ وزوجته
يتحادثون ، وكان شهمُ يريد أن يعلم لما طلّقها زوجُها الأوّل .. فسألها عن ذلك ...
قالت : حينما
كُنت زوجةً لفلان جائنا سنةُ قحطٍ صعبة لا عُشب بها أو مطر .. وزوجي لم يصبر على ذلك
فظل يشكو قلّة الطعام ووجود أمّه معنا .. فقرّر أن يُرسل أمّه مع أقرب قومٍ أو عربٍ
يمرّون بنا ... حتّى إذا مضت أيام ومرّ بأطراف قبيلتنا عربٌ صاحَ لي وأمرني أن أجهّز
أمّه ليُرسلها معهم ... فطلبتُ منه أن لا يُلقي بالاً وقلتُ له ارتاح وسأرسلها الآن
... ولم أقم بإرسالها بل أخفيتها عنه سنةً كاملة كنتُ أطعمها وأسقيها دون علم إبنها .
وحين أمطرت السماء وجرت السيول واخضرّت الأرض وعمّ الخير
.. جلست مع زوجي يوماً فإذا به يتمنّى ويطلب أن تكون أمّه عندنا لتنعم بالخير وترى
الزرع والمواشي والنعمة .. فقلتُ له أن يحضرها ... فتحسّر وأنّى لهُ ذلك ومن أين وهو
لا يعلم عنها أين حلّت ... فقلتُ له : وماذا تعطيني إن أحضرتها بين يديك ... فقال لي
ما أريد ... فشرطتُ عليه شرطاً ولا أقوله إلا بوجود شهود عليه .. فأحضرنا شاهدين من
كبار القبيلة .. وسمعوا بما تراهنّا عليه .. وقال زوجي بأنّه يرضى بما يُطلب منه حال
أن أبرّ بما قُلت .
بعد أيام نزلَ بقبيلة شهم رجلٌ بائس الحال فكان يركب
على حماره كلَّ يوم ويذهب ليروي الماء لأهله فيشقى بذلك ويكدّ وأبناءُه جالسين في بيتهم
لا أحد يُطيعُه ولا يَبِرُّ به .. وفي يومٍ بينما خرج الرجل لِيَرِدَ الماءَ كعادته
... كان شهم ينظر إليه .. ثمّ نادى أولاده .. حتّى إذا حضروا أمرهم أن يذهبوا فيُعينوا
ذلك الرجل ... فما أن أهمّوا بذلك حتّى نادتهم أمّهم وطلبت منهم الرجوع ... فنظر شهم
لزوجته وزجرها وقال : ما بالك يا امرأة ؟؟
قالت : ألا تدري من هذا .. إنّه زوجي الأوّل ... هذا
ما زرعه وهذا ما يحصده .
بالأسفل رابط للقصيدة على موقع يوتيوب
.. ودُمتم بخير ...
قصيدة الأم - موقع يوتيوب
1 التعليقات:
وجدي عحمرا من الخيل زعناف
مع اول الغلمان تنفر عسيبها
وجدي عالمحنيه روس الكفاف
الغفله اللي بالرد ما ينحكيبها
جانا الخبر مسلوب الحشا مرسلا لي ويا رسالته سعتلي بفرقاه
إرسال تعليق