يقول الشافعي رحمه الله :
تموتُ الأسُدُ في الغابات
جُوعاً *** ولَحْمُ الضَّأنِ تأكلُهُ الكِلابُ
وعبدٌ قد ينامُ على
حريرٍ *** وذو
نَسَبٍ مَفَارِشُهُ التُرابُ
في البيت
الأوّل ، أنّ الأسودَ وهي ملوكُ الغابة تموت من الجوعِ والكلابُ تنعمُ بأطيب
الطعام بما يُرمى لها أو تظفرُهُ .
وفي ذلك تظهر خصالُ الأسودِ والكلاب فيَميزُ بينَ من يتذلّل ليأكل ومن يموتُ دونَ أن يتذلّل .
وفي ذلك تظهر خصالُ الأسودِ والكلاب فيَميزُ بينَ من يتذلّل ليأكل ومن يموتُ دونَ أن يتذلّل .
البيت الثاني هو ما أثار في نفسي
الشكَّ .. فالإمام الشافعي رحمه الله أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وهو أشعر الناس
وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقرآن . برعَ باللغة والشعر وكان حكيماً فطيناً . وقد
قدّم لنا الشافعي حِكماً عديدةً بأبياتِ شعرٍ لا تزال تسطّرُ واقعنا ومستقبلنا .
من خلال ما بحثتُ عنهُ لهذه
الأبيات وجدتُ أبياتاً فيها اختلاف عن ما وردَ إذ تكون المفارقة في البيت الثاني
أعلاه بين " عبدٍ " و " ذو نسبٍ " ليصبح البيت كالتالي :
وَذُو جَهْلٍ يَنَامُ عَلَى
حَرِيرٍ *** وَذُو عِلْمٍ مَفَارِشُهُ التُّرَاب
حيث هنا المفارقة واضحة بين
الجاهلِ والعالِمِ، وأرى أنّ هذا البيت " الأخير " هو الأصحُّ ولا أعتقد أنّ الشافعي يُعلي من شأنِ
أهل الأنسابِ على عبادِ الرحمن فَيصف سوءَ القدرِ أو التدابير بأن جَعلت ذُو النسبِ
دونَ العبد .
والمفارقةُ بين الجاهلِ والعالِمِ
أجدرُ بأن تُوردَ في هذا البيت إن كان لأمامٍ حكيمٍ كالشافعي رحمهُ اللهُ ورحمَ أمواتَ المسلمين
أجمعين .
6 التعليقات:
وذو جهل ينام على حرير
هكذا أصح عروضيا، فكلمة قد زائدة في الشطر الاول.
وذو جهل ينام على حرير
هكذا أصح عروضيا ، كلمة (قد) زائدة في الشطر الاول
أشكرك على هذا التنويه والملاحظة
شكرا ع التوضيخ
اشكركم على التوضيح
إرسال تعليق