هذة القصة لايُعرف متى وقعت ولكن بعض من الرواة قالوا
أنّها وقعت في القرن الثالث عشر والله أعلم واختلفت الروايات في مكانها كما اختلفت
في زمانها .
وبطل القصة ، أبودباس / ويُقال أنّه هو راشد بن عبدالله
بن ناصر بن دباس الدوسري عـاش في النصف الاخيـر من القرن الثاني عشر الهجــري وهو من
بلـدة عودة سدير ويقال أنّه توفــي في عام 1308هـ رحمه الله .
كما انتشر ببعض الروايات عنه أنّ له إبناً واسمه دباس
وبنتان، وقد شبّ دباس على احترام الناس وحب الخير وكذلك الكرم والشجاعة وكان والده
يكنّى له الحب بسبب هذه الصفات التي يتحلى بها ابنه دباس وعندما شب دباس وبلغ العشرون
من العمر سافر في طلب الرزق ويقال أنّه ذهب إلى البصرة في العراق أو الكويت ومنهم من
قال أنّه سافر إلى عمان وفي خلال مغيب دباس عن والده تزوج الوالد بامرأةٍ وكان لها
أخوة فأرادوا أن يتزوجوا من ابنتي أبو دباس فرفض ذلك؛ فقام أخوة زوجتة بعمل الدسائس
ضده ونشر الإشاعات في البلدة وتعرضوا الى ابنتيه ولم ينتهي الأمر إلى ذلك بل قاموا
بقطع الماء عن مزرعتة مما أدى ذلك إلى هلك مزروعاته فتضايق أبو دباس من أخوة زوجته
ومما أصابه من الإهانات فأشار علية صديقُ بأن يرسل في طلب إبنه دباس لعلّ في حضوره
ينجلي هذا المصاب فأرسل رسالةً وهي قصيدة طويلة مع ركبٍ متجه إلى تلك الديار وفي مضمونها
يخبر أبنه بماحصل له. ولم يذكر له غير هذه القصيدة و رد أبنه "دبـــــاس"
عليها .
ولذلك تسمى هذه القصيدة " باليتيمة ".
بعد أن ذهب الإبن دباس في طلب الرزق إلى مسقط في عمان أو العراق
أو المنطقة التي رحل لها وغاب فترة طويلة ... قيل أنّها ثمان سنوات وكما ذكرت بالقصيدة
.وقد ضعف حال والده أبو دباس خلال هذه الفترة وأخذ يتوجد على ابنه .. وأرسل له القصيدة
المشهوره :
يا ونّـةٍ ونيتهـا مـن خـواالــــــــراس *** مـن لاهـبٍ
بالكبـد مثـل السعـيـره
ونين من رجله غـدت تقـل مقـواس *** ويون تالـي الليـل
يشكـي الجبيـره
وياحمس قلبي حمـس بـنٍ بمحمـاس *** ويا هشـم حالـي هشمهـا
بالنجيـره
ويا وجد حالي يا مـلا وجـد غّـراس *** يوم اثمرت واشفـا
صفـا عنـه بيـره
على ثمر قلبـي سـرا هجعـة النـــاس *** متنحـرٍ دربٍ
عـسـا فـيـه خـيــــــره
الله يفكـه مـن بـلا سـو الاتـعـــــــاس *** ومـن شـر
عبثـات الليالـي يجيـره
فـي ديـرةٍ تقطعـت عنـه الأرمــــاس *** سبعيـن يــوم
للركـايـب مسـيـره
لا والله الا حـال مـن دونـه اليــــاس *** حـط البحـر
والبـر دون الجـزيـره
عقّب لسلـوانٍ ورا الصيـن والطـاس *** وقلبـي علـى فرقـاه
تسمـع فريـره
يالله ياللي رد مـن عقـب مـا يــــــاس *** يوسف على
يعقـوب وابصـر نظيـره
ترد علّي ادباس يـا محصـي النـــاس *** يـا عالـمٍ مـا
بالخفـا والسـريـره
يا ادباس انا اوصيك عن درب الادنـاس*** تـرى الـذي مثلـك
يناظـر مسـيـره
عليك بالتقوى تـرا العـز يـا ادبـــــــاس *** في طاعـة
اللـي مـا ينجيـك غيـره
هذي ثمان اسنين من رحت يا ادبـاس *** لا رسالـةٍ جتنـي
ولا مـن بـريـره
يا ادباس من عقبك ترا البال محتـاس *** وعليـك دمـع
العيـن حـرق نظيـره
وعليك كني فـي دجـا الليــــل حــــراس *** أصبح علـى
حيلـي وعينـي سهيـره
أصبحت أنا ما بين طـاري و هوجــاس *** وطـواريٍّ تطـري
عليـنـا كثـيـره
مثل الوحش قلبي علـى كـفّ حبـــــاس *** يكفـخ كمـا
طيـرٍ اسبوقـه قصيـره
متحيرٍ من عيلـة البيـت يـا ادبـــــــاس *** ارجـي
ثـواب الله و اخـاف المعيـره
أخاف من حكـي العـدا ثـم الانجــــــاس *** أهـل الحكايـا
الطايلـه و القصـيـره
ويقـــــــال خـلا عيلتـه عنّـز الـــــراس *** اقفـا
وخـلا عيلـةٍ لــه اصغـيـره
ولاّ فنـا يـا بـوك قطـــــاع الارمــــاس *** مـا ني
بمثبـورٍ ورجلـي كسـيـره
آصلك لو دونك نبـا حمـر الاطعـــــاس *** الصلـب والصمـان
دروبٍ عسـيـره
مهالـكٍ مـداركٍ مـا بهـا اونــــــــــــاس *** إلا
الثعـل والبـوم تسمـع صفـيـره
لو كنت في نزوا وديـرة بنـي يــــــاس *** أهـل المـوازي
والوجِيـه الغبـيـره
عبّـادة الأصنـام شـرّابـة الـكــــــــــاس *** الخمـر
والتنـبـاك فيـهـا وغـيـره
لاركب على وجنا من الهجن عرمــاس *** فجَّ النّحر يـا
ادبـاس حمـرا ظهيـره
متروسـة الفخذيـن مزبـورة الـــــــراس *** كـن الخـلاص
اعيونهـا يـوم اديـره
يا شبه ربـدٍ يـوم تخفـق بالاونــــــــاس *** وان رفـعـت
جنحانـهـا مستـذيـره
تنشر من العوده علـى نـور الانفــــاس *** عنـد الفجـر
والليـل مقفـي مريـره
والعصر بالصمان تسمع لهـا اضـراس *** حبـل الرسـن خطـرٍ
تبتـر جـريـره
ونهـار ثالـث بيـن حمــــــا والأوراس *** واره يمينـك
جعلهـا لــك سفـيـره
واركب علـى ساجيـــةٍ تقلـب الــــراس *** تمشي بهلهـا
فـي البحـور الغزيـره
الى مسقط الفيحاء بها الخير محتـاس *** لـولا الكفـر
والشـرك يـاوي ديـره
عز الله انها ديـرةٍ مـا لهـا اجنــــــاس *** لـولا
بهـا يعبـد مــع الله غـيـره
لـولا بهـا يشــــرك علـي وعـبــــــــاس *** وأيضـاً
بهـا الفـاروق سبـه بريـره
فيها الطبيخ وراهي الخبز يـا ادبــاس *** يقعـد خـوي
الـراس خنـة خميـره
هي ديرة اللـي باغـيٍ كيفـــة الــــراس *** ولا له
حدٍ همـه مـن النـاس غيـره
هيسٍ ولد هيـسٍ و للصحـاف لحــاس *** يفـرح إلـى نيـدي
لذبـح العقـيـره
ذا ماقفٍ يا ادباس مـا فيـه نومــــاس *** يصلـح لقيـنٍ
مهنتـه طـق زيــره
ترى الفداوي دون وانت أنشـد النـاس *** راعيـه مـا يذكـر
بخيـرٍ وغـيـره
ما له سوى حذو الحنك منـه واليـاس *** والى انقطع خرجـه
فـلا لـه ذخيـره
طلب المعيشـه بالحراثـه والاجنـــاس *** المشتـرا والبيـع
يوصـف وغـيـره
ثم انهض العيـرات مـع كـل فـــــراس *** يـا ادبـاس
دوّر خـيّـرٍ تستشـيـره
جدك وعمانـك هـل العـزم والبــــــاس *** أهـل اللـوازم
مكملـيـن القصـيـره
يا ادباس ما يصبر على البق والحـاس *** إلا الـذي مـالـه
بنـجـدٍ عشـيـره
واليوم يا مـروى شبـا كـل عبـــــــاس *** أنت الرجا
يـا لطّـام وجيـه المغيـره
عشرين عام كلها ارجيـك يـا ادبـــــاس *** مثـل الغريـر
اللـي تولـع ابطـيـره
عـدل المناكـب هيلـعٍ فـرخ قرنــــــــاس *** يمنـاه
فـي لطـم الحبـاري شطيـره
عانق خلوجٍ روحـت عقـب مــــرواس *** عنـد العصيـر لبيضهـا
مستـذيـره
والليل جاه وحال مـن دونهـا اليـــــاس *** روحـه علـى
فرقـاه فـرت فـريـره
يا ادباس أنا يابوك مـا نيـب بــــــلاس *** مَيْـر
ان عيـلات الرفـاقـه كثـيـره
جنبت وسط السوق وامشي مع الساس *** وآخـذ شـوي الحـق
واتـرك كثيـره
يا دباس لو روّحت لي من دحب الاكياس *** مختلـفـةٍ مــا
بـيـن زرٍ ونـيـره
مالي بهـا يـا جعلهـا بألـف قبــــــــــــاس *** او
جعلهـا تذهـب لـو هـي كثـيـره
يا ادباس قلبـي كلمـا هـب نسنـــــــــاس *** شرقيـةٍ
هـبـت بقلـبـي سعـيـره
والحال يا فرز الوغـى مسهـا البـــــاس *** عليـك يـا
نطـاح وجـه المغـيـره
واغصون قلبي يا فتـى الجُـود يبـــــاس *** غـادي أنـا
يابـوك كنـي هشـيـره
مـن شافنـي يقـول ذا فيـه لســـــــــــاس *** واللـي
بـرا حالـي إلهـي خبـيـره
لا واعـلا مـن قبـل غـوال الأنفـــــــــاس *** وامفـارق
الدنيـا يجيـنـا بشـيـره
عسا يطـق البـاب والنـاس غطــــــــاس *** يـا والـي
القـدره عليـك اتعبـيـره
وصلاة ربي عـــد مـا هـب نسنـــــــاس *** علـى النبـي
عـدة حقـوق المطيـره
وصلت القصيدة إلى الإبن دباس وهو في مسقط بواسطة مرسول
. وقرأها دباس وندم على تركه لأبيه طوال هذه السنين ، وعلى ما اصاب والده خلالها من
مصاعب من قبل جماعته.
كما قرأ في القصيدة تلميحات والده بأنه علم بأن ابنه
دباس يدخّن، وطبعاً أرسل الرد على قصيدة والده بواسطة مرسول ... ووعد والده في القصيدة
بأن يعود اليه قريباً وأن ينصره ويكون في عونه . كما أرسل له هدية وهي عبارة عن سيف
( وهذا يظهر في معنى " مطرق إفرنجي مصاويبه الراس = ومصلبخ جبته عساني ذخيره
"الذي وردت في رد الإبن (
المهم ... بقرائة قصيدة الأب والإبن دباس .. يستطيع
القاريء أن يتعرف على القصة بشكل كامل ...
وفق الله الجميع .. واليكم رد الإبن دباس
حي الجواب إللي لفانا من الــــــراس *** جابه اغـلامٍ
مـا توانـا مسيـره
اهلاً هلاً به عد ما حبـك قرطـــــــاس *** او ما كتب
به من ابيوتٍ شطيـره
جواب من هو لي مودٍ من النــــــاس *** أبوي مـا يوصـف
حلـيٍ لغيـره
فرز الوغى كنه على الوكر قرنــاس *** اقـروم ربعـه كلهـا
تستشيـره
دليل عيراتٍّ إلــى هـب نسنــــــــاس *** هيفّيـةٍ
صلفـهْ ولا بـه ذخيـره
مهفي الغنم لأهل الركايب والاـــراس *** إن جو من الهيفا
عليهـم قصيـره
راعي معاميلٍ بها العبـــــــد جــلاس *** للبن يشـرى
بالسنيـن العسيـره
هذي بمركـــاهـا وهـذي بمحمــــــاس *** وهذي يصبـه
للوجيـه السفيـره
واخلاف ذا ياراكبٍ فوق عرمـــــاس *** مأمونةٍ من نقـوة
الهجـن عيـره
حمراً وهي في سنها وقم الاسداس *** بالسن لا فاطر ولا
هـي صغيـره
ما هي لحوحٍ راكبه بالعصا قــــــاس *** حرم عليها غيـر
شيـل النجيـره
والخرج هو وابيوت قيلٍ بقرطــــاس *** مع مزهب الأيام
مـا هـي كثيـره
فوقه اغلامٍ منوته قطع الارمـــــاس *** لو هو بليـلٍ
مـا تغيـر نظيـره
وإلى لفيت الدار فاجهر بالاحســاس *** وبلغ سلامي كـل
ذيـك العشيـره
واختص أبوي إلي نفل جملة النـاس *** وخصه بعلم وقل ترانـي
بشيـره
لا يانقي العرض يابـوي لا بــــــاس *** إن كان تشكي
الضيم فانا أسيـره
وإن سايلك عني تراني ابنومــاس *** وانا احمد اللي ما
توسلـت غيـره
المدح لو يشرى شريناه باكيـــاس *** باموالنا نرخـص
نـدور ستيـره
مطرق افرنجي مضاريبها الــراس *** ومصلبخٍ جبتـه عسانـي
ذخيـره
صّناعها نصرانيٍ يشـرب الكـــــاس *** يذكـر ورا جـاوه
ابعيـدٍ مسيـره
ابغيه للي حادينك علـى الســـــاس *** أهـل النمايـم
والحكايـا الكثيـره
ربعٍ نوو فيك الـردا والتخســـــاس *** مهبول ياللي
قال غايـب عشيـره
على حقٍ لـودع الجمـع ينحـــــــاس *** ليما العشر يقـوم
يلعـن عشيـره
يابوي انا مارحت ابي كيفة الراس *** مع ذا ولاني في
سفـاهٍ وغيــره
إن ما سكنا الدار من غير هُوجـاس *** والا نعاف الـدّار
ونـدور غيـره
كله لعين كلمةٍ قلـت يـا ادبــــــــاس *** تشكي وانا
دوني ابحـورٍ غزيـره
خذ لك يمين الشرع قطاع الانفاس *** إنه فـلا جتنـي علـومٍ
بصيـره
لا نَابْ جانـي بحبـرٍ وقرطــــــــاس *** أيضاً ولا
جتنـي اعلـومٍ سفيـره
إن كان تشكي الضيق يابوي لاباس *** جاك الفرج يا ابوي
هو والبريـره
ولا فنا يابـوي قطـاع الارمـــــــاس *** أصبر على الشده
ولو هي عسيـره
يم البحر مشروبنـا فـك فنطــــــاس *** والماء هماجٍ
منه كبـدي غثيـره
يامسندي يابوي شوف أوكد الناس *** ثم انشده قل ويش هو
في مسيـره
ان كان مايفرح صديقك ابنومــاس *** تحرم علينا اللي
انهـوده صغيـره
مدلول مجمولٍ زها زين الالبــاس *** هي بنت من يثني
خلاف الكسيـره
طارٍ يقول اظهر وطـارٍ ابجــــلاس *** قمت اشرب التنباك
واثـره نكيـره
ابغي عسى لي يبرد القلب يا ناس *** من لاهب شبـت ابقلبـي
سعيـره
ومن كان له غايب فلا يقطع الياس *** إن قدر الله جـاب
علمـه بشيـره
في ساعة لا قلت والناس غطـاس *** يا والـي الدنيـا عليـك
اتعبيـره
وجدي عليكم وجد من باللقا جاس *** خلي طريحٍ فـوق وجـه
المغيـره
أو وجد من شَوّحْ لبلده ولا جـــاس *** بّتيلهم بان
الخلـل فـي مسيـره
أرخصْ ابذب المال لوهو بالاكياس *** يصيح للرّبـان مـا
مـن جزيـره
وصلاة ربي عد ما هـب نسنــــــاس *** علـى نبـي منفـلٍ
بالجـزيـره
يُقال أنّ والد دباس علم بعودة ابنه حين رأى دماً يسيل مع سواقي
الماء بمزرعته أي أنّ دباس حين عاد انتقم ممن آذوا والده وقتل بعضهم .
رابط للقصّة على يوتيوب
للمشاهدة أنقر هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق