الثلاثاء، 24 يوليو 2012

مشاهدات الرحالة السويسري بيركهارت في الكرك عام 1812







مشاهدات الرحالة السويسري بيركهارت او الحاج ابراهيم في الكرك


في منتصف تموز (يوليو) من عام 1812 وصل بيركهارت إلي الكرك بعد وصفه للطريق إليها من مادبا مرورا بالموجب ومضارب عرب بني حميدة، والربة والياروت، وكان يصف المسافات بالساعات، ما أن دخلت باب المدينة الشمالي حتي تجمهر علي حشد كبير من أهل البلد المضياف، وكل واحد يستبق الآخر إلي الإمساك بعنان جوادي، والكل يريدني ضيفا، وبالطبع لم أستطع تمييز المسلم من النصراني.. وتبدو مسألة الدين عنده مهمة حتي لا يتعرض لأي أذي أو سوء فهم نتيجة خبرته السابقة في بلاد الشام، ولكن وجوده في حوران من قبل والسلط، وأخيرا الكرك جعلته يدرك روح التسامح المتوثقة بين أبناء الديانتين في هذه البلاد، وقد بقي في المدينة ضيفا عشرين يوما، ووصف قلعتها وينابيعها، أما سكانها فيقول عنهم تعيش في الكرك 400 عائلة مسلمة، و150 عائلة مسيحية، ومسلمو الكرك خليط من أرجاء سورية الجنوبية، ولكن أغلبهم من الخليل ونابلس، أما النصاري فهم من نسل لاجئين من القدس وبيت لحم وبيت جالا وبالطبع تحتاج معلومات بيركهارت هنا إلي تمحيص المؤرخين، والباحثين، فربما استقي معلوماته كرحالة غربي من بعض القرويين شفويا دون توثيق، و يلجأ أيضا إلي الحديث عن قبيلة بني عمرو البدوية التي كانت تحكم الكرك ثم هزمت علي يد تجمع للعشائر الكركية والحويطات قبل ثلاثين سنة من وصول بيركهارت،كما يصف أيضا شجاعة نصاري الكرك في مقاومة عرب الرولة في إحدي الغزوات، ومن طريف ما يرويه أيضا أن الكرك كانت تعتنق المذهب الوهابي لأربع سنوات بضغط من ابن سعود وجماعته وقد منح ابن سعود شيخ الكرك يوسف المجالي لقب أمير علي جميع بدو المناطق الواقعة بين دمشق والبحر الأحمر،كما فوضه بمحاربة الأتراك (الكفرة) كما هم في عرف الوهابيين.. ويبدو أن ابن سعود قد أرسل في ذلك الوقت بعض مبعوثيه إلي الكرك وأثناء وجودهما في الكرك التزم المسلمون الكركيون بتعاليم المذهب الوهابي فقد منع التدخين كليا، وأصبحوا يذهبون خمس مرات للصلاة في المسجد مع أنهم عادة لا يصلون أبدا باستثناء الشيخ.. ويبدو الدين في تلك الفترة المبكرة لم يأخذ حيزا حقيقيا لا عند المسلمين أو المسيحيين سواء علي مستوي الطقوس أو التفكير والنصاري هنا لا يؤمون الكنيسة، ولا حتي في أيام الآحاد، ولا يصومون أبدا، ومعهم حق في ذلك، فالكاهن يتلو القداس باللغة اليوناينة وهم لا يفقهون حرفا مما يقول... .
وينتبه بيركهارت إلي بيوت الكركيين وتجارتهم،ومحاصيلهم، ويبدو أن استعمال النقود كان نادرا فالبيع كان يتم بالمقايضة، ويروي أن جميع تجار الكرك هم من أهل الخليل، كما كان الكركيون يشترون الرقيق (الزنوج وغيرهم) من الحجاج القادمين من الحجاز، وقد وصل بيركهارت إلي غور الصافي والمناطق التي تجاوره، ووصف أحوال الغوارنة البائسة بسبب الفقر والحرارة والأمراض، ويصف أيضا اشجار المنطقة ومعادنها، وخصوصا القار الذي يخرجه البدو من البحر الميت، ويبيعونه، وهو أمر يدل علي تواصل حقيقي مع ما كان الأنباط يفعلونه من قبل.
في 4 آب (اغسطس) 1812 غادر بيركهارت برفقة الشيخ يوسف المجالي وأربعين فارسا إلي خارج الكرك باتجاه الطفيلة،وقد مر علي كثربا والعراق وخنزيرة الطيبة حاليا وقد استفاد من هذه الرفقة بخبرات عن البدو وحياتهم وأفضل وسيلة للتعامل معهم، وقد وصل الطفيلة يوم الثامن من آب (اغسطس)، ويروي أن بها 600 بيت، و99 نبعا، وبساتين فاكهة وأشجار زيتون كثيرة، وكان الأهالي يجففون محصول التين في قوالب ضخمة ويصدرونها إلي غزة، أما حيوانات الطفيلة وطيورها التي انتبه لها بيركهارت هي نسور الرخمة، والغربان والخنازير البرية، والماعز البري أو البدن وكذلك طيور القطا، وبالطبع يشير الرجل إلي كرم أهل الطفيلة الذي لا ينسي، وقد غادرها باتجاه بصيرة، ووصفها مع ضانا وصلفحة، وسلمه الشيخ المجالي إلي أحد مضارب الحويطات، وأوصي به خيرا،وقد قاده أحد الأدلاء بعدها إلي الغوير وأخيرا الشوبك وقلعتها الشهيرة التي كانت مأهولة من مائة عائلة من الملاحيم ، وثمة مخيم لبدو الهباهبة إلي الشرق من القلعة كما يذكر، أما عرب الحويطات فقد كانوا قد تخلوا عن المذهب الوهابي الذي اعتنقوه لسنة واحدة، وأصبحوا من أنصار محمد علي باشا، كان هدف بيركهارت أن يصل وادي موسي ليشاهد الآثار التي كان قد سمع عنها من الناس الذين قابلهم في ترحاله، ومن هناك ينطلق مباشرة إلي القاهرة، وكان قد أمضي ليلة في مضرب خيام الرفايعة المتخصصين بزراعة العنب وتصدير الزبيب لغزة، إضافة إلي شجاعتهم المعروفة كفرسان.



جون لويس بيركهارت (بحسب الصيغة الانكليزية) أو يوفان لودفيغ بيركهارت (بحسب الصيغة الألمانية) من الأسماء المعروفة في أوروبا في النصف الأول من القرن التاسع عشر، لأنه اكتشف البتراء للعالم، ولأنه كان أول رحالة أوروبي غربي وصل مكة المكرمة والمدينة المنورة كحاج مسلم، باسم الشيخ ابراهيم عبد الله، ووصف للأوروبيين بدقة شعائر الحج عند المسلمين. وقد ترك بيركهارت ثروة كبيرة من المعلومات المدعمة بالخرائط والرسوم عن بلاد الشام ومصر وبلاد النوبة والحجاز، صدرت في عدة مجلدات بعد وفاته. وقد بقيت هذه المجلدات مصدراً مهماً للأوروبيين عن المنطقة، وبخاصة فيما يتعلق بالبدو، ولا تزال هذه المجلدات تصدر بين حين وآخر بالعربية، في أكثر من ترجمة.
ولد بركهارت في العام 1784 في لوزان بسويسرا، لضابط من أصل ألماني، ونشأ في ألمانيا بعد أن لجأ إليها والده عقب الاحتلال الفرنسي، حيث درس بيركهارت في جامعة لايبزغ وتوبنغن التي اشتهرت باهتمامها بالدراسات الشرقية. تعرّف هناك على الطبيب والعالم الانثروبولوجي يوهان بلومنياخ الذي نقل إلى بيركهارت روح البحث في مجاهل أفريقيا. وقد تحمس بيركهارت الشاب وتقدم لـ "الجمعية الأفريقية" في لندن للوصول إلى مدينة تمبكتو، التي كانت تثير خيال الأوروبيين باعتبارها مركزاً لتجارة الذهب وغيره من السلع الثمينة. وقد رأى بيركهارت أن الطريق الأفضل هو الذهاب إلى الحجاز، ومنها إلى تمبكتو برفقة الحجاج العائدين إلى هناك.

الكتاب : رحلات في الديار المقدسة والنوبة والحجاز ج1, ج2
المؤلف : جون لويس بيركهارت
ترجمة : فيصل أديب أبو غوش
الناشر : وزارة الثقافة – الأردن
السنة : 2005


5 التعليقات:

من عائلات مدينة الكرك هم الحوامده و سابقا كانوا سكنون معا في شارع الكرامه حاليا (حارة الحوامده سابقا) و لهم ديوان في هذه الحاره .. و تعتبر الكرك حاليا هي موطنهم حيث جاؤوا اليها قبل اكثر من 150 عام و الحوامده في الكرك تجار معروفين و موظفين و خلافه. كان الحاج صلاح صالح الحوامده امام و مؤذن الجامع العمري و احد تجار الكرك من اشهر شخصيات الحوامده في الكرك و هو المولود في الكرك سنة 1910 .و كذلك مدير اوقاف الكرك سابقا الشيخ جمال عارف الحوامده. و العديد ممن خدموا مدينة الكرك . و النائب السابق الدكتور علي الحوامده. الحوامده في الكرك .

الحوامده في الكرك اغلبهم تجار و غالبا انهم اتوا الى الكرك قبل اكثر من 150 عام من الخليل و الحوامده في الكرك معروفين بتجارة مواد البناء و كذلك مصنع المثلجات و البوظه المشهور و الذي يعتبر اول مصنع من نوعه في الكرك للسيد مصطفى الحوامده و كمان كان عبدالحي ابوحامده الحوامده من التجار المعروفين و الكبار في تجارة الحديد و الاسمنت . بصراحه احنا ابناء الكرك الكرك هي بلدنا و مدينتنا الي ولدنا احنا و اباءنا و اجدادنا فيها .

المؤلف الذي قمت بذكره ، عندما زار الكرك ، كان قد ذكر شيخ قبيلة بني حميدة الشيخ احمد بن طريف ، وتكلم عنه كثيرا وعن كرمه وكرم قبيلته ، وذكر بان الشيخ بن طريف والذي يعتز بارضه وارض اجداده هي ارض شيحان وجبل شيحان .

أخي الكريم ،، أشكرك بدايةً على مرورك. سأقوم بمراجعة المصدر للتأكد بأن ما نقل منه حرفي وغير منقوص.

و من شخصيات الحوامده في الكرك و المعروفين جدا الاستاذ المحامي عدنان صلاح الحوامده.

إرسال تعليق