الخميس، 6 فبراير 2014

جزاء سنمار


جزاء سنمار



أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر يفتخر به على العرب ويفاخر به أمام الفرس , حيث أن ابن سابور ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر إذ أرسله أبوه إلى الحيرة والتي اشتهرت بطيب هوائها، وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية.
ووقع اختيار النعمان على سنمار لتصميم وبناء هذا القصر.

وكان سنمار رجلاً رومياً مبدعاً في البناء فبنى القصر على مرتفع قريب من الحيرة حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء، وكانت المياه تجري من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول أرض القصر وتعود الى النهر من الناحية المنخفضة.
وعندما انتهى سنمار من بناء القصر وأطلقوا عليه اسم الخورنق , وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه، وقف سنمار والنعمان على سطح القصر ,
فقال له النعمان : هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟
فأجاب كلا
ثم قال: هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟
قال: كلا
ثم قال سنمار مُفتخراً : ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجرٍ واحد، وإذا أُزيل هذا الحجر فإن القصر سينهدم
فقال: وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟
قال: كلا
فألقاه النعمان عن سطح القصر، فخر ميتاً.
وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلهُ لغيره، فضربت العربُ به المثل بمن يُجزى بالإحسان الإساءة.

***************************************


قصر الخورنق : هو قصر كان في نواحي العراق يعتقد أنه كان موجوداً قرب مايسمى حالياً ناحية أبوصخير جنوب العراق، بناه النعمان بن امرؤ القيس في القرن الرابع الميلادي، وقد ورد الحديث عنه في أحاديث العرب وأشعارهم إضافة إلى قصر السدير الذي بناه اللخميين "المناذرة" أيضا، كما يقال أنه شهد أحد أهم المؤتمرات في التاريخ العربي قبل الإسلام «مؤتمر الخورنق» ففي هذا «المؤتمر» حاول الملك اللخمي توحيد كلمة العرب، للحد من نفوذ الدولة الساسانية. كما وترتبط حكاية الخورنق بحكاية بنّائه سنمار وهو مهندس من الروم، فكان القصر بناءا عظيما ولزم لبناءه ستون عاما، كان فيها سنمار يعمل عامين أو ثلاث ويغيب خمس، فلما انتهى بناء القصر قال لبانيه: أن هناك في القصر آجرة لو زالت لسقط القصر كله، وأنه لا يعلم مكانها غيره، فما كان من صاحب القصر إلا أن ألقاه من أعلى القصر، كي لا يخبر أحدا عن تلك الآجرة، فضرب فيه المثل "جزاء سنمار". وقد صمد القصر لأكثر من ثمان مئة عام، فجاء وصفه في رحلات ابن بطوطة.
 وجدير بالذكر أن أولى بعثات التنقيب التي حاولت العثور على أنقاض هذا القصر كانت برئاسة رايت انكد من جامعة أوكسفورد البريطانية عام 1931. ثم لحقتها عام 1938 بعثة عراقية برئاسة الأستاذ طه باقر حيث كشفت عن سور من (اللبن) عرضه 110 أمتار، يحيط به ابراج مدورة ومربعة، رجحت البعثة أنه حصن لبناية كبيرة، وساد الظن آنذاك أن الحصن يعود إلى أحد القصرين السدير أو الخورنق.

وحديثاً ... فقد توصلت البعثة الآثارية العراقية في موقع أبي صخير الأثري في عام 2001 م ، الى نتائج مهمة في بحثها عن موقع قصر الخورنق للنعمان بن المنذر اللخمي الذي شهد اخطر مؤتمر في التاريخ العربي قبل الاسلام «مؤتمر الخورنق»...
وقالت الآثارية ناهدة عبد الفتاح النعيمي، رئيسة بعثة التنقيب انه عثر على 467 قطعة أثرية كشفت عن أسرار كانت غامضة تتعلق بدولة الحيرة وقصر الخورنق وأمكن التأكد من مكان القصر، من خلال وجود المقبرة التي تسمى «مقبرة المنذر»، وهي مقبرة العائلة المالكة، وتقع ضمن محرمات قصر الخورنق.


وأضافت «بعد هذه المكتشفات تعزز يقينا بأننا في موضع هو أحد توابع القصر، وفي المراحل المقبلة، ربما سنحصل على أدلة جديدة عن هذا القصر، أو عن القصرين اللخميين الشهيرين معاً... أي الخورنق والسدير.




0 التعليقات:

إرسال تعليق