الخميس، 6 فبراير 2014

لا فات الفوت ما ينفع الصوت



لا فات الفوت ما ينفع الصوت ... قصّة هذا المثل 




 كان هناك شيخ قبيلة شجاع كريم تتوفر فيه جميع الصفات وكان له ولد أسمه أجود

تجتمع فيه قوة الذاكرة والانتباه والذكاء والفراسة وقول الشعر وفي يوم من الأيام حل عليهم أحد الشعراء ضيفاً فمكث عندهم عدة أيام لأنه طاب له الجلوس عند شيخ القبيلة فكان الولد أجود
من عادته يذهب قبل الغروب إلى وآد ي لا يبعد إلا أمتارا من النزل وهذا الوادي فيه ماء وطيور وأشجار
يذهب أجود للترويح عن نفسه ثم يعود بعد الغروب لتبدأ السهرة والسمر مع هذا الشاعر الضيف وكبار العشيرة .
وعندما هم أجود بالذهاب إلى الوادي في أحد الأيام قال للشاعر الضيف. هل ترافقني لهذا الوادي قال
نعم فكان أجود يركب على فرسه الأصيلة والشاعر يمشي بجواره فلما وصلا إلى الوادي نزل أجود عن الفرس ومد عنان الفرس للشاعر وكأنه يقول أرسنها في هذه الشجرة .
لكن الشاعر استغل الفرصة وقال تعطي أكثر يولد فلان سكت أجود ولما غربت الشمس وهمّا بالرجوع ركب الشاعر الفرس أما أجود فجاء مشي على قدميه ووصلا النزل ونظرهم والد أجود فلما سأل الشيخ ولده أجود وأخبره بالقصة ثارت ثائرة الشيخ وغضب وارتفع صوته على ولده وقال خذ الفرس وأعطه من سائر الخيل
قال أجود
لآفات الفوت ما ينفع الصوت.

لا داعي للغضب ورفع الصوت وهذا شاعر ولو أخذت الفرس منه لقال فينا أبيات شعرية كمسبة طول العمر وبقي حتى تقوم الساعة
فقال الشيخ :
وماذا يقول نحن والحمد لله من قبيلة طيبة وأهلك وأعمامك مشهود لهم
فقال أجود يا أبي الشاعر يستطيع أن يقول
فقال الشيخ :
إن كنت ابني صحيح أخبرني ماذا يقول
قال أجود إذا أراد سبنا جاء من طريق آخر
فقال ....
أجود ومـن سـماك أجـود غادي
ورآه مــا سـمـاك بال مبعدا
حتى لو أنه أبوه وعمـه بطيـبي
يقعـد لـه مـن يم الخوالي اقعدا

ضحك الشيخ وقال نشوف فلما جلس الشيخ مـع الشاعر بارك له بالفرس وقال لكن لو إن أجود رجع عن عطيته ماذا تقول ؟
قال لا أقول شيئاً
فحلفه الشيح بالله أن يخبره ماذا سيقول في هجاء أجود لو رجع على عطيته
قال إذا أقول ...

إلى آخر البيت الثاني آي كما قال أجود عندها ضحك والد أجود وقال الفرس حلال عليك
وأجود يستاهل فرس أطيب من فرسه الأولى ولا فات الفوت ما ينفع الصوت فصارت مثلاً يردده الناس


0 التعليقات:

إرسال تعليق