من أمثلة العرب .. أبصر من زرقاء
اليمامة ، من هي زرقاء اليمامة ؟ وما قصتها ؟
زرقاء
اليمامة، شخصية عربية قديمة، هي امرأة نجدية من جديس من أهل اليمامة ، و يقال انها
كانت ترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام.
و
يروى أنه في إحدى الحروب استتر العدو بقطع الأشجار وحملها أمامهم، فرأت زرقاء
اليمامة ذلك فأنذرت قومها فلم يصدقوها، فلما وصل الأعداء إلى قومها أبادوهم وهدموا
بنيانهم، وقلعوا عين زرقاء اليمامة فوجدوها محشوة بالإثمد وهو حجر أسود كانت تدقه
وتكتحل به. وسميت زرقاء اليمامه بهذا الاسم لزرقة عينها .
العرب
تضرب المثل بزرقاء اليمامه لجودة بصرها ولحدة نظرها، ويقال: إن اليمامه اسمها وبها
سميت بلدتها اليمامه، واسم البلده جَوّ وتقع بلدتها اليمامه في سهل فسيح
يسمى جو لانه فسيح كجو الفضاء، وربما قيل: زرقاء الجو كما قال أبو الطيب المتنبي :
وأَبصر
من زرقاء جو، لأني *** إذا نظرت عيناي ساواهما التخلف
و
في كتاب العقد الفريد
«زَرقاء بني نُمير: امرأة
كانت باليمامة تُبصر الشَعَرةَ البيضاء" في اللبن، وتَنْظُر الراكب على مسيرة
ثلاثة
أيام،
وكانت تُنذر قومها الجُيوش إِذا غَزَتهم، فلا يَأتيهم جَيْشٌ إلا وقد استعدُّوا
له، حتى احتال لها بعضُ مَن غزاهم، فأمر أصحابَه فقطعوا
شجراً وأمْسكوه أمامهم بأيديهم، ونظرت الزَرقاء، فقالت: إنِّي أرى الشجر قد أقبل
إليكم؛
قالوا
لها: قد خَرِفْت ورَقّ عقلُك وذَهَب بصرُك،
فكذَّبوها، وَصبِّحتهم الخيلُ، وأغارت عليهم، وقُتلت الزَّرقاء.
قال:
فَقوَّرُوا عَينيها فوجدوا عُروق عينيها قد غرِقت في الإثمد من كثرة ما كانت
تَكْتحل به ( ومن كتاب آثار البلاد وأخبار العباد ) زرقاء اليمامة، كانت ترى الشخص
من مسيرة ثلاثة أيام ، ولما سار حسان نحو جديس قال له رياح بن مرة:
أيها الملك إن لي أختاً
مزوجة في جديس واسمها الزرقاء، وانها ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة،
أخاف
أن ترانا فتنذر القوم بنا. فمر أصحابك ليقطعوا أغصان الأشجار وتستّروا بها لتشبهوا
على اليمامة.
وساروا
بالليل فقال الملك : وفي الليل أيضاً ? فقال : نعم ! إنّ بصرها بالليل أنفذ !
فأمر
الملك أصحابه أن يفعلوا ذلك، فلما دنوا من اليمامة ليلاً نظرت الزرقاء وقالت : يا
آل جديس سارت إليكم الشجراء وجاءتكم أوائل خيل حِمْيَر.
فكذبوها فأنشأت تقول :
خذوا
حذاركم يا قوم ينفعكم ... فليس ما قد أرى بالأمس يحتقر
إني
أرى شجراً من خلفها بشر ... وكيف تجتمع الأشجار والبشر
خذوا
طوائفكم من قبل داهية ... من الأمور التي تخشى وتنتظر
فقد
زجرت سنيح القوم باكرةً ... لو كان يعلم ذاك القوم إذ بكروا
إني
أرى رجلاً في كفه كتف ... أو يخصف النعل خصفاً ليس يبتدر
فغوروا
كل ماء قبل ثالثة ... فليس من بعده ورد ولا صدر
وناهضوا
القوم بعض الليل إذ رقدوا ... ولا تخافوا لهم حرباً وإن كثروا
فكذبها
بعض، وقال بعض: إن كانت أمة طلبت غيرنا، لم نبدأهم بتغوير المياه والمناهضة.
فلم
يلبثوا أن صبحهم حسان بعد أربعة، فقتل الرجال، وسبى النساء، ودعا باليمامة
قال
لها: ماذا رأيت ? قالت: الشجر خلفها بشر !
فقلع
عينها، فوجد فيها عروقاً سوداً، فسأل: ما الذي كانت تكتحل به؟ فقالوا: حجر يقال له
الإثمد؟ فاكتحل بالإثمد من ذلك اليوم.
فلما
قتلها، صلبها على باب جو، فسميت بذلك اليمامة.
وسمّيت
جوّاً باليمـامة بـعـدمـا
تركت
عيوناً بالـيمـامة هـمّـلا
وصفـها
في كتاب ( الأغاني ) لأبي الفرج الإصفهاني : إنّ قوما من العرب غزوا اليمامة، فلما
اقتربوا من مسافة نظرها خشـوا أن تكتشف الزرقاء أمرهم، فأجمع رأيهم
على أن يقتلعوا شجيرات تستر كل شجرة منها الفارس
إذا
حملها.
فأشرفت
الزرقاء كما كانت تفعل. فقال قومها : ما ترين يا زرقاء؟. فقالت : أرى شجرا يسير !.
فقالوا
: كذبت أو كذبتك عينك، واستهانوا بقولها. فلما أصبحوا صبحهم القوم وقتلوا منهم
مقتلة عظيمة وأخذوا الزرقاء فقلعوا عينيها فماتت بعد أيام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق